الخميس، 14 أغسطس 2008

إلى البياتى فى منفاه الاخير


الموت فى بغداد
والليل البهيم ْ
يتوسدان العين
والقلب السقيم ْ
يشكو السقم ْ
وأطبة المدن العتيقة
فى تراب الجهل لم
تسمع ولم تدر الخبر ْ
وعصابة الكهان
والحكماء
والملك الأغر ْ
جهلاء أيضا بالخبر ْ
وكأنهم صاروا تماثيلا
حجر ْ
أو أنهم شركاء
فى هذا العذاب ْ
لما أطل من السحاب ْ
والبحر
والنهر المقدس
والتراب ْ
فى شكل سفاح دميم ْ
يستل سيفا من جحيم ْ
يدعونه الموت الرحيم ْ
ويريد تمزيق الثياب ْ
والجلد
يعوى كالذئاب ْ
كاللص
يبحث عن سطور الشعرفى كل العيون ْ
هو يكره الشعراء
يحتقر الفنون ْ
شعراؤنا أغروه بالصمت المقدس
والنعاس ْ
كى لا يقص شفاههم
لكنه غدرا بهم
جز الرؤوس
وفوقها بالنعل داس ْ
فقراؤنا
أعطوه خبزا بالدموع ْ
سألوه بالله الرجوع ْ
لكنه ما جاء من فقر وجوع ْ
بل جاء يهتك عرض بغداد الجميلة
بعدما كل الحسان ْ
ما حولها فقدوا بكارتهم
ولم يصبح سواها ذا مكان ْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق