الأحد، 5 أكتوبر 2008

حوار مع النفس


ماذا أصابك ..
ما دهاك ..
سألت نفسى الآن
فى أولى لقاءاتى بها
من ألف عام
منذ آخر مرة
جمعت قديما بيننا
وسألتها..
ما الأمر
ما سر القصائد
ما جرى للنظم
ما جعل ابتهاجى بالقصيد يغير المجرى
ويتركنى
الأنامل تشتكى
ألم التيبس والأسى
هذى سطورى
أصبحت مثل الخرائب
وانتهى قلمى العتيق
ممدا كالجثة البيضاء
يحلم بانسياب الحبر فيه
ويستعيد زمان كان
على السطور متوجا
الشح فى الأشعار
لم يك عادتى
فالشعر كان يثور يوميا
ويجبرنى على تسويد أوراقى
لقد كانت بحار الشعر كالطوفان
صيفا أو شتاءا
أو خريف أو ربيعا
لم يكن للشع وقت أجازة ٍ
وأجابنى صوت بنفسى قائلا :
ما جف ليس البحر
ليس الحبر
ما قد جف نبضك
بعدما أصبحت منفصلا
_ على غير العوائد _
عن قضاياك التى عايشتها
ورضيت بدأ بياتك الفكرى
دون إرادة ٍ
الفكر راح بغفوة طالت
وما كانت عيون الفكر
تعرف طعم نوم قبل هذا
قبل أن تغدو غريبا
عن عيون الذات
لما صرت تشبه للجميع
ولم تعد ذاك الفتى
للمرة الأولى
تغادر بيتك المبنى
من زهر البنفسج
والمشيد فوق أرض الصدق والأشعار
فوق الضفة اليمنى لنهر الحب
تحت الشمس
فى وطن الندى
وتنام فى بيت من الأسمنت
فى أرض المظاهر والرياء
وقد أحاطته القمامة
قد بدت مستنقعات من وحول
وابتذال
والذباب يطير فى كل النواحى
والجليد يطل من بين النوافذ
ناشرا لون الفناء
ورافعا صوت السكون بلا صدى
أين المخايل
أين نوبات الحنين
وأين طعم الحزن والأشجان
أين عواصف الأشواق
أين الإنتماء إلى بلاد الحب
أين الخوف من زمن الهوان
وأين نوبات التمرد
واندهاشك أين
كى تبقى كما بالأمس قلبا شاعرا
يا أعظم الشعراء
_ قبل اليوم _
أنت مهدد
بالطرد من وطن الهوى والشعر
أنت مهدد أيضا
بسحب هوية الإنسان منك

ستعود عاصمة الرشيد



بغداد..
لا
ولو اصطليت بنار أنذال العباد ْ
وسقطت تحت نعالهم
ولو انتهيت إلى رماد ْ
وأتى الظلام عليك
وانهمر الجليد ْ
ورأيت فرسان العروبة
خانعين بدون سيف أو جواد ْ
وظننت أنك لن يعود لك المعاد ْ
فالله يا بغداد
يا أغلى البلاد ْ
سيعيد فجرك من جديد ْ
ليعود عصر المجد يشرق ثانيا
وتعود عاصمة الرشيد ْ

بغـداد



بغداد...
لا تتوقعى
منه انهمار الأدمع ِ
حزنا عليك
إذا رآك بلوعة تتوجعى
والنار تحرق سعف نخلك
والذئاب تطوف حولك
ثم تنهش كلها فى الأضلع ِ
فشعاره..
أقتل أخى واقسم معى
واحرق مضاجع إخوتى بالنار
واترك مضجعى

الليلة الأخيرة



الوقت...
وجه الشمس يغرق فى الغسق ْ
وحبيبتى وأنا
كعادتنا على أحراش دجلة نلتصق ْ
نتجرع الأحلام
نتشح الأمان
نحاور القمر الذى ملأ الأفق ْ
نتدارس الماضى
ونرجع فى صفاء ما سبق ْ
ومع النسيم يهب
كنا نترك الأرض الحزينة
والمليئة بالقلق ْ
وإلى العوالم ننطلق ْ
ونطوف بين مدائن النشوات
فى فرح الصغار ونقتحم ْ
عتباتها
ولأنها كانت تحب الشعر مثلى والنغم ْ
أسكرتها غزلا بشعرى
كلما أسمعتها للشعر كانت تبتسم ْ
وتقول :
زدنى يا أمير الشعر
يا رب القلم ْ
يا فارسى فى وجه هذا الكون
فى وجه السقم ْ
الوقت ليل
والسكون يطل من كل الربوع بلا ملل ْ
وحبيبتى وأنا
نعانق صمتنا
وندور فى فلك الغزل ْ
بالطبع لم نك صامتين حقيقة
بالطبع
كان لنا حديث بالمقل ْ
فالبدر فى أفق السماء سميرنا
يدنو ويبعد كالأمل ْ
فأطل منى فى عيون حبيبتى
وأرى بعينيها انعكاس الضوء
فوق الماء
عشقا أشتعل ْ
وأكاد من حبى يفاجئنى الأجل ْ
ورأيتها..
وأنا بتلك الحالة النشواء
تهرب من عيونى فى خجل
ورأيتها ..
طيف الهموم كسى ملامحها
كأن - وفجأة - قد صار طالعها زحل ْ
حين اندهشت
وقلت عمرى ما حصل ْ ؟
نظرت إلى عيونها
والخوف يبدو فى المقل ْ
وبرعشة لا تحتمل ْ
قالت أتعرف يا حبيبى
قد حلمت الأمس حلما مؤلما
بل كان كابوسا وشيئا من علل ْ
جيش المغول يعود ثانية .. رأيت
وكنت عنى ترتحل ْ
ورأيت هولاكو يمزق سترتى
وجريت عنى هاربا خلف الجبل ْ
طمأنتها ..
أطفأت جمرة خوفها
ولهيب خوفى من ضلوعى يشتعل ْ
قد كان نفس الحلم
حين حلمته بالأمس أيضا
قلت : ما هذا الخبل ؟
ورجعت أضحكها
وتضحكنى
ونفس الخوف فينا لم يزل ْ
الوقت ...
ما بعد السحر ْ
وحبيبى وأنا
تحاصرنا الفكر ْ
الفجر ينظر من بعيد - فى شجون - نحونا
كالنظرة الحزناء هذى ما نظر ْ
ونظرت نحو حبيبتى فإذا بها
شعرت بما أحسسته
وتبينت مثلى لمضمون الخبر ْ
بدأ الآذان
إذا بصوت من أزيز يبتدر ْ
الصوت يقرب
والاذان يكاد فى صوت الأزيز
يذوب
والأجواء يملأها الضجر ْ
بى أمسكت
وبصرخة قالت :
أتى جيش المغول المنتظر ْ
جرد حسامك - يا حبيبى - واحمنى
ادفع حبيبى الخوف عنى والخطر ْ
أما أنا
فجريت خوفا
عندما أبصرت هولاكو ظهر ْ

رسالة إلى صلاح الدين


أمصدق ..
أن السلاطين العظام ْ
غضبوا لذكرك - يا صلاح الدين
فى وسط الكلام ْ
لم ..
لست أدرى
ربما لإشاعة وردت
بأنك ضد مؤتمر السلام ْ

بغداد وأخواتها


كانت فتاة رائعه ْ
فى الحسن
حتى أنها
فتنت جميع العابرين ْ
بجوارها
واستعبدتهم فى جمال عيونها
وأتت على ألبابهم
بدلالها المنقوش فى كتب التراث الضائعه ْ
فى نهر دجلة منذ أيام المغول الغابرين ْ
كان اسمها ( بغداد ) فاتنة العيون ْ
من حسنها
حسدت.. ومن أخواتها
المتصارعات على انتهاء زمانها
بجنونهن وهبنها - حقدا- إلى جند المغول القادمين ْ
لما سئلن عن السبب ْ
قلن السبب ْ
أنا عرب ْ