ماذا أصابك ..
ما دهاك ..
سألت نفسى الآن
فى أولى لقاءاتى بها
من ألف عام
منذ آخر مرة
جمعت قديما بيننا
وسألتها..
ما الأمر
ما سر القصائد
ما جرى للنظم
ما جعل ابتهاجى بالقصيد يغير المجرى
ويتركنى
الأنامل تشتكى
ألم التيبس والأسى
هذى سطورى
أصبحت مثل الخرائب
وانتهى قلمى العتيق
ممدا كالجثة البيضاء
يحلم بانسياب الحبر فيه
ويستعيد زمان كان
على السطور متوجا
الشح فى الأشعار
لم يك عادتى
فالشعر كان يثور يوميا
ويجبرنى على تسويد أوراقى
لقد كانت بحار الشعر كالطوفان
صيفا أو شتاءا
أو خريف أو ربيعا
لم يكن للشع وقت أجازة ٍ
وأجابنى صوت بنفسى قائلا :
ما جف ليس البحر
ليس الحبر
ما قد جف نبضك
بعدما أصبحت منفصلا
_ على غير العوائد _
عن قضاياك التى عايشتها
ورضيت بدأ بياتك الفكرى
دون إرادة ٍ
الفكر راح بغفوة طالت
وما كانت عيون الفكر
تعرف طعم نوم قبل هذا
قبل أن تغدو غريبا
عن عيون الذات
لما صرت تشبه للجميع
ولم تعد ذاك الفتى
للمرة الأولى
تغادر بيتك المبنى
من زهر البنفسج
والمشيد فوق أرض الصدق والأشعار
فوق الضفة اليمنى لنهر الحب
تحت الشمس
فى وطن الندى
وتنام فى بيت من الأسمنت
فى أرض المظاهر والرياء
وقد أحاطته القمامة
قد بدت مستنقعات من وحول
وابتذال
والذباب يطير فى كل النواحى
والجليد يطل من بين النوافذ
ناشرا لون الفناء
ورافعا صوت السكون بلا صدى
أين المخايل
أين نوبات الحنين
وأين طعم الحزن والأشجان
أين عواصف الأشواق
أين الإنتماء إلى بلاد الحب
أين الخوف من زمن الهوان
وأين نوبات التمرد
واندهاشك أين
كى تبقى كما بالأمس قلبا شاعرا
يا أعظم الشعراء
_ قبل اليوم _
أنت مهدد
بالطرد من وطن الهوى والشعر
أنت مهدد أيضا
بسحب هوية الإنسان منك